الثلاثاء، 21 فبراير 2017

بغا الْكَبِير أَبُو مُوسَى التركي

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا المقال تم نشره في ويكيبيديا إلا أن العمل والترجمة وجمع المصادر هي من جهدي 

بغا الْكَبِير أَبُو مُوسَى التركي قائد عباسي عسكري تركي الأصل أُوكلت له مهام عدة، قاتل مع الدولة العباسية في عدد من المعارك وكان توفي في جمادى الآخرة عام 248هـ الموافق 863 م وأشهر أبناءه هو موسى بن بغا الكبير.

نشأته وحياته[عدل | عدل المصدر]

كان في بداية حياته مملوكًا للحسن بن سهل الوزير ويُتهم بغا البعض بالحمق والجهل في رأيه إلا أنه مع ذلك مشهود له بالشجاعة و الإقدام وفيه دين وحسن إسلام وَقيل إِنَّه كَانَ يُبَاشر الحروب وَلم يكن يلبس سِلَاحا وَمَا جرح قطّ [1]

مناصبه[عدل | عدل المصدر]

معاركه[عدل | عدل المصدر]

1-مشاركته مع الأفشين لقتال بابك الخرمي[عدل | عدل المصدر]

في سنة 220هـ أرسل المعتصم الأفشين واسمه حيضر (وقيل حيدر) بن كاوس على جيش عظيم لقتال بابك الخرمي الذي استفحل أمره وقويت شوكته وانتشر أتباعه في أذربيجان ، وكان أول ظهوره في سنة 201هـ، وكان زنديقا ناقض الإسلام في العديد من المسائل متبنيًا ديانات مزدكية وزردشتية فارسية قديمة، فسار الأفشين وقد أحكم صناعة الحرب في الأرصاد وعمارة الحصون وإرصاد المدد، وأرسل إليه المعتصم مع بغا الكبير أموالا جزيلة[3].

2- حملته على نجد[عدل | عدل المصدر]

وهي حملة عسكرية قام بها بغا الكبير بين عامي 227هـ حتى 232هـ بأمر من الخليفة العباسي الواثق بالله للقضاء على تمرد القبائل في نجد وشرقي المدينة وتعد هذه الحملة أبرز أعمال بغا الكبير وظل في حملاته التأديبية خمس سنين نجح فيها باستئصال شأفة هذه القبائل المتمردة.[1]

3- قتاله لإسحاق بن إسماعيل[عدل | عدل المصدر]

إِسْحَاق بن إِسْمَاعِيل مولى بني أُميَّة خرج بتفليس فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ حِين وثب أهل أرمينية بعاملهم يُوسُف بن مُحَمَّد بن يُوسُف وَكَانَ من جِهَة المتَوَكل فندب المتَوَكل لِحَرْب إِسْحَاق هَذَا بغا الْكَبِير فظفر بِهِ وَقَتله وَبعث بِرَأْسِهِ إِلَى  المتَوَكل فَدخل إِلَيْهِ الرَّسُول وَبَين يَدَيْهِ عَليّ بن الجهم فَقَامَ يخْطر بَين يَدي الرَّسُول ويرتجز
أَهلا وسهلاً بك من رَسُول ... جِئْت بِمَا يشفي من الغليل
بِرَأْس إِسْحَاق بن إِسْمَاعِيل
فَقَالَ المتَوَكل قومُوا التقطوا هَذَا الْجَوْهَر لِئَلَّا يضيع

4-غزو الصائفة[عدل | عدل المصدر]

وهي الغزوات التي تكون في الصيف أرسله المتوكل على الله عام 243هـ من دمشق لغزو الصائفة ومعه القواد ففتح صملة وصملة هذه ذكرها ياقوت الحموي بلفظ " صمالو " وذكر أنها ثغر قرب المصيصة وطرسوس[2].

بعض قصصه وأعماله[عدل | عدل المصدر]

سيف عبد الله بن جحش الملقب بالعرجون[عدل | عدل المصدر]

  • ذكر الزبير في الموفقيات وكذلك السهيلي في الروض الأنف أن عبد الله بن جحش انقطع سيفه يوم أحد فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عرجوناً، فصار في يده سيفاً وكان يسمى العرجون. وقال: وقد بقي هذا السيف حتى بيع من بغا الكبير بمائتي دينار[4][5].

ترميم بئر أبو موسى الأشعري[عدل | عدل المصدر]

  • رمم بئرُا لأبي موسى الأشعري في شعب أبي دب وهو الشعب الذي كان فيه الجزارون، وأبو دب هو رجل من بني سواة بن عامر، وعلى فم الشعب سقيفة لأبي موسى الأشعري، وعلى باب الشعب بئر لأبي موسى، وكانت تلك البئر قد دثرت واندفنت حتى أعاد حفرها بغا الكبير وبناها بنيانا محكما،وأخرج الماء منها بعد ما زاد عمق الحفر فيها، وبنى بحذائها سقاية وجنابذ يسقى فيها الماء، واتخذ عندها مسجدًا.[6][7]

احضاره للإمام أحمد بن حنبل من السجن لمقابلة المعتصم[عدل | عدل المصدر]

قصته مع السبع والمعتصم[عدل | عدل المصدر]

أخبرنا أبو بكر علي بن إبراهيم السلماني الواعظ إذنا قال أخبرنا أبو العز أحمد بن عبد الله العكبري قال أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين (1) الجازري حدثنا أبو الفرج المعافى بن زكريا الجريري (2) حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن عبد الأعلى الكاتب حدثنا جدي علي بن الحسين بن عبد الأعلى الكاتب قال كان عبد الله بن طاهر قد أهدى للمعتصم شهريين (3) ملمغين ذكر أن خراسان لم يخرج مثلهما فسأل بغا أن يحمله على أحدهما فأبى وقال تخير غيرهما ما شئت فخذه قال خرجا ولم يأخذ شيئا فلما صرنا بطبرستان (4) عرض له قوم من أهلها فقالوا أعز الله الأمير إن في بعض هذه الغياض سبعا قد استكلب على الناس وأفناهم فقال إذا أردت الرحيل غدا فكونوا معي حتى تقفون على موضعه قال فلما رحلنا من غد حضر جماعة منهم فانفرد معهم في عشرين فارسا من غلمانه ومعه قوسه ونشابتان في منطقته قال وصاروا به إلى الغيضة فثار السبع في وجهه من بينهم قال فحرك فرسه من بين يديه وأخذ نشابة من النشابتين فرماه في لبته فمر السهم فيها إلى الريش وركت السبع رأسه قال وعاد بغا إليه فما اجترأ (5) أحد على النزول إليه حتى (6) نزل بغا فوجده ميتا قال فشبرناه فكان من رأسه إلى رأس ذنبه ستة عشر شبرا ووجدنا أحص الشعر إلا معرفته قال فكتبنا بخبره إلى المعتصم فلحقنا جواب كتابنا بحلوان يذكر أنه قد تفاءل بقتل السبع ورجا أن يكون من علامات الظفر ببابك وأنه قد وجه إلى بغا بالشهريين اللذين كان طلب أحدهما فمنعه وبسبع خلف من خاصة خلعه وثيابه وخمسمائة ألف درهم صلة له وجزاء على قتله السبع قال وإنما أراد المعتصم بذلك إغراءه على طاعته ومجاهدة عدوه قال القاضي أبو الفرج قوله في السبع ووجدناه أحص أي لا شعر عليه كما قال الشاعر * قد حصت البيضة رأسي فما * أظفر يوما غير تهجاع (7)
_________
(1) بالاصل " الحسن " والصواب عن الانساب " الحازري "
(2) لم أعثر على الخبر في القسم المطبوع من الجليس الصالح الكافي
(3؟ الشهرية ضرب من لابراذين وهو بين البرذون والمقرب من الخيل والمقرف الذي داني الهجنة من الفرس الذي أمه عربية وأبوه ليس كذلك
(4) طبرستان: بلدان واسعة كثيرة يشملها هذا الاسم والغالب على هذه النواحي الجبال انظر معجم البلدان
(5) رسمها غير واضح بالاصل " اجترأ " عن مختصر ابن منظور 5 / 231
(6) قوله: " حتى نزل بغا " عن لمختصر والعبارة في الاصل غير واضحة ورسمها: ز لفي تراقفنا " كذا
(7) البيت في اللسان (حصص) منسوبا لابي قيس بن الاسلت برواية: أذوق نوما غير تهجاع
—{{{4}}}, {{{5}}}

وفاته[عدل | عدل المصدر]

مرض بغا الكبير في جمادى الآخرة عام 248هـ فعاده المستعين في النصف منها ومات بغا من يومه عن سن عالية فعقد لموسى ابنه على أعماله وعلى أعمال أبيه كلها وولي ديوان البريد. وخلف بغا أموالا عظيمة[2].

أبناؤه[عدل | عدل المصدر]

المراجع[عدل | عدل المصدر]

  1. ^ تعدى إلى الأعلى ل:أ ب الوافي بالوفيات
  2. ^ تعدى إلى الأعلى ل:أ ب ت ث الكتاب: تاريخ دمشق المؤلف: أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر
  3. ^ البداية والنهاية:أحداث سنة 220هـ
  4. ^ الأخبار الموفقيات للزبير بن بكار 
  5. ^ الروض الأنف للزبيري
  6. ^ أخبار مكة للأزرقي
  7. ^ أخبار مكة للفاكهي

الاثنين، 20 فبراير 2017

اعتداءات إيران وحزب الله اللبناني على أفراد السفارة السعودية في تركيا

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا المقال تم نشره في ويكيبيديا إلا أن العمل والترجمة وجمع المصادر هي من جهدي 


حصلت اشتباكات عنيفة في مدينة مكة المكرمة أثناء موسم حج عام 1407هـ الموافق لـ1987م،بين مجموعة من الحجاج الشيعة -غالبيتهم إيرانيون- وقوات الأمن السعودية و انتقامًا لذلك قام حزب الله بالتعاون مع إيران بقتل السكرتير الثاني بالعاصمة التركية عبد الغني البديوي. وبعد ذلك بعامين فجر موقعين في مكة المكرمة عام 1409هـ الموافق لـ 1989م ثم قبضت السلطات السعودية على عدد من المتورطين الذين اتضح أنهم 20 حاجًا كويتيًا، اتهم منهم 166 بتدبير التفجير وصدر قرار إعدامهم، وأعدموا في 20 صفر 1410هـ الموافق لـ 21 سبتمبر 1989م،غضب الإيرانييون وحزب الله فانتقموا بتفجير آخر استهدف محاسبًا ماليُا سعوديًا يعمل في السفارة السعودية في تركيا يدعى عبد الرحمن الشريوي.
وتفاصيل الأحداث كالتالي:

اغتيال السكرتير الثاني في السفارة السعودية في تركيا

محاولة اغتيال موظف سعودي في السفارة التركية

بعد أقل من شهر من إعدام الكويتيين المتهمين في حادثة الحرم المكي، وفي 17 ربيع الأول من عام 1410هـ الموافق لـ 16 أكتوبر 1989م، تعرض المحاسب المالي في سفارة المملكة العربية السعودية بتركيا السعودي عبدالرحمن الشريويإلي محاولة اغتيال فاشلة إثر انفجار سيارته في الوقت الذي أدار فيه المحرك لتشغيله وكانت العبوة الناسفة قد ثبتت في سيارة المجني عليه قبل ذلك. وحسب أقوال الشرطة التركية أن الانفجار حصل في الساعة 9:500 صباحًا عندما استقل الشريوي سيارته المرسيدس البنز الخضراء الراكنة قرب مكتب الملحق العسكري السعودي في حي كانكايا الراقي. وما إن أدار مفتاح التشغيل حتى قذفته قوة التفجير خارج السيارة مما أدى إلى انقاذ حياته، ولكنه اصيب اصابات بالغة، فقد على إثرها أحد ساقيه في مكان الحادث، بينما بترت ساقه الاخرى في المستشفى بعدما فُقد الأمل في شفائها[1].

محاولة اغتيال دبلوماسي سعودي آخر في تركيا

في 17 جمادى الآخرة 1410هـ الموافق لـ 14 يناير 1990م، وبنفس الأسلوب الذي انتهج في محاولة اغتيال الشريوي تم زراعة عبوة ناسفة تحت سيارة الدبلوماسي السعودي عبد الرزاق كشميري لكنه نجى من التفجير بلا أي إصابات[2].

معرفة القاتل والمفجر

عُرف القاتل وهو تركي اسمه فرحان أوزمين (بالتركية:ferhan özmen) من مواليد 1964م و أصله من شرق تركيا من محافظة سيواس حيث استطاعت إيران وجماعة الجهاد الإسلامي -المنضوية تحت حزب الله الآن- تجنيده وتدريبه كانت العمليات السابقة بإيعاز من إيران وحزب الله، إلا أنه ومن تلقاء نفسه بدأ بعمليات إرهابية أخرى فقتل عددًا من أساتذة الجامعة الأتراك، قرر الإيرانيون الدخول على الخط ثانيةً و الاستفادة منه فدعموه باثنين آخرين وهما نجدت يوكسل(بالتركية:Necdet Yüksel) وأوز ديمر (بالتركية:oğuz demir ) ،وبنفس الأساليب السابقة وفي يوم الاثنين 20 ربيع الثاني 1412هـ الموافق لـ 28 أكتوبر 1991م قاموا بزراعة قنابل ناسفة في سيارة موظف في السفارة الأمريكية يدعىفيكتور مارويك -30 عامًا آنذاك- (بالإنجليزية:victor Marwick) مانتج عنه مقتله على الفور[3] وفي نفس اليوم زرعوا أيضًا قنبلة في سيارة موظف في السفارة المصرية يدعى عبد الله حسين القربي مانتج عنه إصابته بإصابة بالغة وسبب إستهدافهم لموظف السفارة المصرية هو محاولة لمعاقبة مصر بسبب علاقتها بالولايات المتحدة وفي نفس اليوم أيضًا وبنفس الطريقة قتلوا ضابطين أمريكيين في القوات الجوية الأمريكية -حيث أن هناك قاعدتين جويتين أمريكيتين في تركيا هما قاعدة أنجرليك و أزمير-، ولم يتوقف فرحان أوزمين ورفاقه عند هذا الحد بل بنفس الأسلوب استهدفوا موظفًا في السفارة الهندية ثم السفارة اليوغسلافية- تفككت يوغوسلافيا لاحقًا لعدة دول - إلا أن الاثنين نجيا من التفجيرات بلا أي إصابات تذكر، استمر أوزمين وعصابته في التفجيرات والقتل حتى اعتقل وحوكم عام 2005 م وحكم عليه هو ورفاقه بالسجن المؤبد.

المراجع

  1. ^ تعدى إلى الأعلى ل:أ ب "Saudi diplomat injured in Turkish assassination attempt"UPI. اطلع عليه بتاريخ 2016-10-27.
  2. ^ تعدى إلى الأعلى ل:أ ب Jenkins, G. (2008-05-26). Political Islam in Turkey: Running West, Heading East? (باللغة الإنجليزية). Springer. ISBN 9780230612457.
  3. ^ Reuters (1991-10-28). "Car Bomb Blast Kills American in Turkey"Los Angeles Times (باللغة الإنجليزية). ISSN 0458-3035. اطلع عليه بتاريخ 2016-11-04.
  4. ^ Rubin, Barry؛ Rubin, Judith Colp (2004-06-10). Anti-American Terrorism and the Middle East: A Documentary Reader (باللغة الإنجليزية). OUP USA. ISBN 9780195176599.