الأربعاء، 17 مايو 2017

الخرمية طلائع الانقسام الإسلامي


**بعض من أجزاء هذا المقال نشرتُها في ويكيبيديا وأنا الكاتب الأصلي**


الخرمية
الخُرَّميَّة (بالفارسية: خرمدینان) ،ولها اسم آخر وهو المُحمَّرة (بالفارسية: سرخ‌جامگان) وذلك نسبة للبسهم الأحمر[1]،وهذه الفرقة والفرق المنشقة منها خرجت على الدولة العباسية بأفكار غير إسلامية داعيةً إلى الإباحية والاشتراك في المال والنساء وأحيانًا يتسترون بغطاء إسلامي محاولين الموارة[2].يعتبرها بعض المؤرخين من أوائل الحركات الشيوعية في العالم[3].
الاسم ومعناه
خُرّم لفظ فارسي قديم معناه بالعربية الشيء المستلذ المستطاب الذي ترتاح له النفس بمشاهدته[4]،لكن هناك من له آراء أخرى في التسمية[5]:-
فمن المؤرخين من يقول أنها ترجع إلى اسم خرّم وهي قرية قرب أردبيل في إقليم أذربيجان -أصبحت أردبيل تابعة لإيران في عصرنا الحاضر-.
وقائل يُرجع الكلمة إلى خورامة زوجة مزدك التي تزوجها بابك فيما بعد.
وثالث يربط المصطلح باسم النار في الفارسية والأرمنية.
اسامٍ وفرق أخرى للخرمية
لهم اسامٍ أخرى غير الخرمية والمحمرة فيقال لهم الخداشية والراوندية والبابكية والمازيارية [6]والأبومسلمية التي تقول بإمامة أبي مسلم الخراساني[5] ،و يقال لهم بأصبهان: الكوذية، وبالري: المزدكية والسنباذية،  وبأذربيجان الدقولية. وبموضع المحمرة، وبما وراء النهر: المبيضة.
الجذور وأصل النشأة
مدينة بابك الخرمي كان اسمها سابقا بذ وتغير إلى طازاكند ثم غير اسمها في عام 1978م إلى بابك.
الجذور القديمة للخرمية
الجذور القديمة للخُرَّميَّة تعود للمذهب المزدكي الذي أُسس على يد مزدك واعتنقه الملك الفارسي قُبَاذ بن فيرز بن يزدجرد الأصغر (488-531م) ، وزعم مزدك أن أكثر ما يقع بين الناس من البغضاء والمخالفة إنما سببه النساء والأموال فجعل الناس فيها شركاء، إلا أنه بعد انتشار الفجور وموت قباذ وتولي ابنه أنو شروان(531-579م) تغيرت معاملة المزدكية فانقلب عليهم أنوشروان وبمعونة رجال الدين الزرادشت قضى عليهم وقتلهم وظفر بمزدك وقتله[7].
الفرق الناشئة بعد الإسلام
 أُعيد إحياء المزدكية تحت اسم الْخُرْمَدِينِيَّةِ (بالفارسية: خرمدینان) إلا أن العرب صيرو نطقها الخُرَّميَّة وقد ظهروا في بداية الدولة العباسية وهم عدة فرق ستذكر بتفصيل لاحقًا،إلا أن أبرز تلك الفرق البابكية اتِّبَاع بابك الخرمي الذى ظهر فِي مدينة البذ[8] التي يعتقد أن اسمها بابك الآن وهي واقعة في أذربيجان وَكثر بهَا  اتِّبَاعه ،و الخرمية ينسبون أصل دينهم إلى أمير كان قبل الإسلام  اسمه شروين ويزعمون أن أباه كان من الزنج وأمه من بنات ملوك الفرس ويزعمون أن شروين هذا أفضل من كل الأنبياء.
مناطقهم
كان أتباع الخرّمية في منتصف القرن الرابع الهجري منتشرين في مناطق من خراسان والري وأصبهان وأذربيجان والكرج وماسبذان.


سبب التأسيس
أسست الخرمية من قبل الفارسي سنباذ المجوسي -الذي كان من أتباع أبي مسلم الخراساني-والخرمية خليط بين التشيع والمزدكية والزرادشتية ؛ وأحد أهم أسباب ثورة الخرمية هي الانتقام لإعدام أبو مسلم الخراسانيالذي قتله أبو جعفر المنصور.
حروب الخُرَّميَّة والفرق المنشقة
فتنة الخداشيةفي عهد الدولة الأموية
ذكر ابن كثير في حوادث سنة ثماني عشرة ومائة للهجرة أن شخصًا يدعى عمار بن يزيد - الملقب بخِدَاش- ثار في مرو في بلاد خراسان ودعا الناس إلى خلافة محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، فاستجاب له خلق كثير، فلما التفوا عليه دعاهم إلى مذهب الخرمية الزنادقة، وأباح لهم نساء بعضهم بعضا ونادى بأن لا صلاة ولا صوم ولا حج، وزعم لهم أن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس يقول ذلك، وقد كذب عليه فحاربه الأمويون وأسروه فأخذ فجيء به إلى خالد بن عبد الله القسري أمير العراق وخراسان، فأمر به فقطعت يده وسل لسانه ثم صلب بعد ذلك[9].
ثورة سنباذ في عهد الدولة العباسية
اجتمعت الخرّمية في خراسان سنة 137هـ الموافق لـ 755م حول سنباذ المجوسي في نيسابور-ووالذي كان متأثرًا ببهافريد الزرادشتي-، وخرج بهم مطالباً بدم أبي مسلم وسيطر على عدة مدن منها الري وقومس (بلدة تقع جنوب جبال طبرستان)، وكثرت جموعه من أهل الجبال والطبرستان (إقليم في الجنوب من بحر قزوين)، فأرسل المنصور إليه جمهور بن مرار العجلي في جيش، فَالْتَقَوا بصحراء بين هَمَذَانَ وَالرَّيِّ وقُتل بسنفاد  وكثير من أصحابه وسبي منهم كثير وتشتت الباقون وقضي على التمرد في سبعين يوماً.
ثورة الراوندية في عهد الدولة العباسية 
في عام 141هـ أتت الراوندية وهم أحد فرق الخرمية قصر المنصور بهاشمية الكوفة- وكان هذا قبل بناء بغداد- فدب خلاف بينهم وبين أبي جعفر المنصور فقام معن بن زائدة وبعض رجلات أبي جعفر المنصور بقتالهم  وجاءت الجيوش فالتفوا عليهم من كل ناحية فحصدوهم عن آخرهم، ولم يبق منهم بقية.
حرب هارون الرشيد مع الخرميةفي عهد الدولة العباسية
في سنة 192هـ خرجت الخُرَّمية في بلاد أذربيجان، فوجه الرشيد إليهم عبد الله بن مالك ابن الهيثم الخزاعي في عشرة آلاف فارس فقتل منهم خلقا وأسر وسبى ذراريهم وقدم بهم بغداد فأمر له الرشيد بقتل الرجال منهم وبالذرية فبيعوا فيها وكان غزاهم قبل ذلك خازم بن خزيمة التميمي[10].
معتقداتهم
الخُرَّميَّة ديانة مثنوية ،يعتقدون بتناسخ الأرواح أو ما يسمى عند المناطقة بالتقمص و يقدسون أبو مسلم الخرساني و أهورامزدا ويتسترون أحيانًا تحت ستار الإسلام تقيةً ـمن أبرز معتقداتهم الآتي:-
ترك الفرائض وتعطيل الشرائع
قالوا بترك الفرائض وقالوا أن الدين معرفة الإمام فقط، ومنهم من قال: الدين أمران: معرفة الإمام، وأداء الأمانة، ومن حصل له الأمران فقد وصل إلى الكمال، وارتفع عنه التكليف.
الجهر بالمبادئ تارة والتقية تارة أخرى
تميزت الخرمية والفرق المنشقة عنها بالتقية والكذب و إبطان شيء و إظهار آخر فقد بنوا في مدنهم مساجد للمسلمين يؤذن فيها ،وهم يعلمون أولادهم القرآن ولكنهم لا يصلون ولا يصومون في شهر رمضان ولا يرون جهاد الكفرة .
الاشتِراكَ في النِّساءِ والمَكاسِبِ
 يَرونَ الاشتِراكَ في النِّساءِ والمَكاسِبِ كما يشترَكُ في الهَواءِ والطُرُقِ وغيرها ويرون حرية ممارسة الجنس ولا يُقِرُّون بِصانِعٍ ولا مَعادٍ ولا نبوَّةٍ ولا حَلالٍ ولا حَرامٍ[7].
يقول طاهر بن محمد الأسفراييني عن المزدكية الذين هم أصل الخرمية في كتابه التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين:
   
الخرمية
وللبابكية فِي تِلْكَ الْجبَال لَيْلَة يَجْتَمعُونَ فِيهَا على كل نوع من الْفساد من الْخمر وَالزمر وَغير ذَلِك ويجتمع فِيهَا الرِّجَال وَالنِّسَاء ثمَّ يطفئون السراج والنيران وَيقوم كل وَاحِد مِنْهُم بِوَاحِدَة من النِّسَاء اللَّاتِي جلسن مَعَهم كَيْفَمَا يَقع وَهَؤُلَاء الخرمية يدعونَ أَنه كَانَ لَهُم ملك فِي الْجَاهِلِيَّة اسْمه شروين ويفضلونه على الْأَنْبِيَاء وَمَتى مَا ناحوا على ميت لَهُم أخذُوا باسمه ندبة ونياحا تفجعا عَلَيْهِ
   
الخرمية
التناسخ
فهم يقولون أن الله عز وَجل نور على الْأَبدَان والأماكن وأن الأرواح متولدة من الله وَأَن الْبدن لِبَاس لَا روح فِيهِ وَلَا ألم عَلَيْهِ وَلَا لَذَّة لَهُ وَأَن الْإِنْسَان إِذا فعل الْخَيْر وَمَات صَار روحه إِلَى حَيَوَان ناعم مثل فرس وطير وثور مُودع يتنعم فِيهِ ثمَّ يرجع إِلَى بدن الْإِنْسَان بعد مُدَّة وَإِذا كَانَ نفسا خبيثة شريرة وَمَات صَار روحه فِي بدن حمَار دبر أَو كلب جرب يعذب فِيهِ بِمِقْدَار أَيَّام عصيانه ثمَّ يرد إِلَى بدن الْإِنْسَان لم تزل الدُّنْيَا هَكَذَا وَلَا تزَال تكون هَكَذَا[11].
الرسل
يرون أن الرسل تترى ولا خاتم لهم[12].ويدعونَ أَنه كَانَ لَهُم ملك فِي الْجَاهِلِيَّة اسْمه شروين ويفضلونه على الْأَنْبِيَاء وَمَتى مَا ناحوا على ميت لَهُم أخذُوا باسمه ندبة ونياحا تفجعا عَلَيْهِ.
تقديس أبو مسلم الخراساني
اول مَا يتفوهون بِهِ فِي محافلهم ولقاءاتهم إِظْهَار الأسف وَالْحَسْرَة على قتل أبي مُسلم صَاحب الدولة وَلعن قتلته دَائِما وَالصَّلَاة على الْمهْدي بن فَيْرُوز ابْن فَاطِمَة بنت أبي مُسلم الَّذِي كَانُوا يَدعُونَهُ الطِّفْل الْحَكِيم أَو الْفَتى الْعَالم
الخرمية كأول الحركات الشيوعية في العصور الوسطى
عبر أحد الشيوعيين العرب عندما تسلم السلطة في بلاده- التي نكبت به وبرفاقه- عن ارتباط الشيوعيتين القديمة والحديثة فقال: نحن نسير على خطى القرامطة الثوريين الأحرار، ولم يكتفي بهذا التصريح، بل جعل تاريخ وعقائد القرامطة مادة تدرس في بلاده في المراحل ما قبل الجامعية جنباً إلى جنب مع دراسة تاريخ وعقائد الشيوعية الماركسية،والقرامطة هم أحد تفرعات الخرمية المزدكية[2].
رأي علماء المسلمين فيهم
سُئل أحمد بن حنبل: عن الرجل إذا أراد الغزو-وكان الخرمية في ذلك الوقت نشطين- فأشار نحو الخرمية[13].
دعا الإمام أحمد للقنوت على الخرمية[14].
أبرز رجالات الخرمية
ابن الراوندي:أبو الحسين، احمد بن يحيى بن إسحاق، كان ملحدًا وزنديقًا، كان أبوه يهودياً، وأسلم هو، فكان بعض اليهود يقول للمسلمين لا يفسد عليكم كتابكم كما افسد أبوه علينا التوراة، وكان ابن الراوندي يلازم الرافضة، وأهل البدع والأهواء كما كانت له مصنّفات كثيرة منها: كتاب نعت الحكمة، وكتاب الذهب، وكتاب الزمرد، وكتاب التاج، وكتاب الدامغ، وكتاب الفريد، وكتاب إمامة المفضول، وقد نال في كتبه من الإسلام والقرآن الكريم، وذلك باعتراضه على الشريعة المعصومة فزعم في كتابه الدامغ انه وضع القرآن الكريم، وطعن فيه، وفي كتابه الزمرد كان يزري به على النبوات، وهكذا في كتبه الأخرى، وقد نقض هذه الكتب كوكبة من علماء المسلمين الأعلام. وقد اختلف في سنة وفاته فذكر انه مات سنة ٢٤٥هـ وقيل سنة ٢٥٠هـ والثابت انه مات سنة ٢٩٨هـ 
محمد بن الحسين الملقب بزيدان:كان شعوبياً شديد الغيظ من دولة الإسلام، وكان ماهراً بعلم النجوم والكواكب، يتعاطى الفلسفة،ويعتقد بإثبات النفس والعقل، والمكان/ الهيولي، (الأصل والمادة) ، كما كان يرى  للكواكب تدبيراً وروحانية، وكان من أعلام الباطنية ومن مؤسسيها، وذا مال واسع، وهمة عالية، وحيلة عظيمة فوطّأ ابن الراوندي على أمره فأحدث في الإسلام حوادث منكرة ، وكان يقول بزوال دولة الإسلام، وعودة دولة المجوس، وديانتها المجوسية ،وكان كاتباً لأبي دلف العجلي ، ومن دعاة الباطنية ومؤسسيها.
ابن القداح:ميمون بن ديصان من رجال الراوندية المشهورين ومن دعاة الباطنية والغلو، كان مولى لجعفر بن محمد الصادق، ،وكان أصله من الاحواز، رحل إلى بلاد المغرب العربي، وانتسب هناك إلى عقيل بن أبي طالب، وادعى انه من نسله وذريته، وهو الـذي و طّـأ دعوة ( زيدان)، وظاهر عليها، وأسعفه بالمال والرجال فلمـا مـات (زيدان) اتسق الأمر لأبن القداح المتعصب لدولة المجـوس، فكـان يجتهد لإرجاعها في أوقات منها بالمجاهرة ومنها بالحيلـة ، وكـانكافراً ملحداً أجابه قوم إلى ضلالاته وبدعه.
المقنع الخرساني: عطاء بن حكيم الخراساني كان من أهل مرو وكانت لديه اهتمامات بالسحر فادعى الربوبية عن طريق المناسخة، وروج الكثير من مخاريقه وأقواله. كان قبيح الصورة مشوه الخلق لا يسفر عن  وجهه، بل اتخذ وجهاً من ذهب. غلب على عقول الناس بالتمويه الذي أظهره بالسحر فادعى الإلهية، فقبل قوم دعواه فألهوه ثم عبدوه، وقاتلوا دونه ولما انكشف أمره، وانتشر ذكره ثار عليه الناس وقصده الجيش الإسلامي في قلعته، فلما أيقن بالهلاك جمع نساءه وسقاهن السم ثم تحساه فمات.
رزام بن رزم: من أهل مرو بخراسان، كان من الغلاة من دعاة الباطنية وكان يقول بإمامة أبي مسلم الخراساني، وقد أفرط في موالاته، وهو رأس الفرقة الرزامية، كان يزعم انه صار إلهاً بحلول روح الإله فيه.
فرقهم
الراوندية: فرقة من فرق الخرمية التي تعود بالأصل إلى الديانة المزدكية وسميت بالراوندية نسبةً إلى قرية راوند وهي قرية من قرى قاسان بنواحي أصبهان.
الأبومسلمية:
الرزامية:
المازيارية:أَتبَاع مازبار الذي كَانَ يَدْعُو إِلَى دين المحمرة وَظهر لَهُ أَتبَاع فِي جبال طبرستان وإليهم تنْسب قنطرة المحمرة بجرجان وَذَاكَ من آثَارهم وَقبض عَلَيْهِ أَيْضا فِي أَيَّام المعتصم وصلب أَيْضا بسر من رأى فِي مُقَابلَة بابك الخرمي 
المقنعية:
الجريانية:
فرق تأثرت بالخرمية
وفقا للباحث التركي عبد الباقي كولبينارلي، فإن فرقة القزلباش -ومعناها بالعربية الرؤوس الحمراء- والتي نشأت في أذربيجان في القرن 16 م ،هم بقايا وأحفاد للخرمية ،كانت هذه الحركة دينية وسياسية وساعدت على تأسيس السلالة الصفوية .[15]
ويرى بعض المؤرخين أن القرامطة والإسماعيلية والنصيرية والكيسانية والزرارية والحكمية وسائر العبيدية الذين يسمون أنفسهم الفاطمية متأثرون بالخرمية بشكل أو بآخر[2][7].
انظر أيضًا
أشخاص لهم دور في نشوء الخرمية وتطورها
أبو مسلم الخراساني
بابك الخرمي
ديانات وفرق مرتبطة
الباطنية
الراوندية
كيسائية
مزدكية
الشيعة
الزرادشتية
أحداث كان للخرمية وفرقهم دور فيها
الفتح الإسلامي لبلاد فارس
معركة عمورية
ثورة الراوندية


الثلاثاء، 2 مايو 2017

مرو الشاهجان ومرو الروذ

**بعض من أجزاء هذا المقال نشرتُها في ويكيبيديا وأنا الكاتب الأصلي**


مرو الشاهجان
مرو أو كما تعرف قديمًا بمرو الكبرى أو مرو الشاهجان تمييزًا لها عن مرو الروذ وهي الآن عاصمة منطقة ماري في تركمانستان -وماري تحريف لمرو - ويقدر عدد سكانها 123,000 نسمة، تقع مدينة مرو على ضفاف نهر المرغاب
التسمية:
إذا أطلق المؤرخون اسم مرو مجردًا فهم في الغالب يقصدون مرو الشاهجان لا مرو الروذ. ومعنى مرو باللغة الفارسية المرج ظن بعض المؤرخين والبلدانيين أنها سميت مروًا لوجود حجارة المرو بها وهذا خطأ وضحه ياقوت الحموي في كتابه حيث أنه لم يجد المرو ، والشاهجان تعني روح الملك أو نفس الملك فبذلك يكون اسمها بالعربية مرج نفس الملك.


مرو الروذ

مَرْو الرُّوذ ،مدينة تاريخية قديمة قريبة من مرو الشاهجان، بينهما خمسة أيام مشيًا كما تشير المصادر التاريخية وهذا يعني مايقارب الأربعين فرسخًا التي تساوي 200 كم الآن، وهى على نهر عظيم نسبت إليه، وهى أصغر من مرو الشاهجان.
تحديد موقع مدينة مرو الروذ من المصادر التاريخية:
ورد في كتاب الروض المعطار في أخبار الأقطار ،أن مابين مرو الشاهجان ومرو الروذ 6 مراحل وهي تقريبًا 240 كم [1]،إلا أن مصادر أخرى ترى أنها 40 فرسخ أي 200 كم
المراجع

  1. الروض المعطار في خبر الأقطار لأبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد المنعم الحميرى

السبت، 4 مارس 2017

ندوة: العراق: سقوط بغداد وظهور داعش - لقاء مكي وحيدر سعيد


يشير لقاء مكي أن المؤامرة حقيقة لا يمكن نفيها ويستشهد بذلك على مثال الأسرى الأمريكان في إيران ودور ريغان الذي استغل تلك الحادثة  عبر وعود أعطاه للإيرانيين ليفوز بالرئاسة على جيمي كارتر.
ملخص الندوة كلام لقاء المكي:
1- أبو مصعب الزرقاوي ذكره ديك تشيني قبل غزو العراق 21 مرة.
2-تسلل لشمال العراق
3-كان باستطاعتهم قتله إلا أنهم لم يريدوا ذلك محاولين ربطه بصدام حسين
4- أغلب المقاومين العراقيين كانوا عسكريين في تنظيمات غير متطرفة أغلبها إسلامي
5-تمكنوا من تحقيق نجاحات كبيرة في الأنبار وهزيمة الأمريكان.
6- أكبر تغير في محور المقاومة هو تفجير ضريح العسكريين حيث أنه أدى إلى حروب وتصفيات عراقية عراقية .
7-كان الأمريكان يستثيرون السنة والشيعة.
8- بدأت حرب طائفية حتى 2007م.
9-بعد 2007م انهارات المقاومة المعتدلة التي لا تستهدف العراقيين نهائيًا.
10-بترايوس جند الصحوات لمحاربة القاعدة تآلف السنة مع القاعدة باعتبارها المدافع الوحيد لهم.
11- في عام 2011 كان المالكي في السنة الثانية من ولايته الثانية وانسحب الأمريكان نهاية 2011م.
12-المالكي بدأ الحرب الطائفية عبر التضحية بطارق الهاشمي  مما كان سببا في إيجاد داعش الأمر كان 18-12-2011م
13- هروب الهاشمي كان بمساعدة من الرئيس
14-بث المالكي اعترافات للحماية الخاصة بالهاشمي في 20-12-2011م

15-في نهاية عام 2012 م بدأت المظاهرات السنية في الأنبار وكانت مليونية ومطالبها بسيطة اطلاق المتهمين الغاء قرار 4 ارهاب المساواة بالوظائف الخ
16-انهيت الاعتصامات بالقوة واصدر امر بالقبض على رافع العيساوي 
17- المالكي طلب من اياد علاوي بطلب من الامريكان.
18-ذكر فخري كريم رئيس تحرير جريدة المدى أنهم اجتمعوا هو والمالكي والطالباني فتحدث المالكي بتحقير عن الموصل وقال أنهم سنة شايفين حالهم جاوبه الطالباني نحن أكراد سنة.
19-كانت داعش تحكم ليلا والجيش نهارا وكانت ترشي بعض الضباط
20-يقول لقاء المكي أن كل من لديه مظلمة سيتجه للتطرف 

الثلاثاء، 21 فبراير 2017

بغا الْكَبِير أَبُو مُوسَى التركي

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا المقال تم نشره في ويكيبيديا إلا أن العمل والترجمة وجمع المصادر هي من جهدي 

بغا الْكَبِير أَبُو مُوسَى التركي قائد عباسي عسكري تركي الأصل أُوكلت له مهام عدة، قاتل مع الدولة العباسية في عدد من المعارك وكان توفي في جمادى الآخرة عام 248هـ الموافق 863 م وأشهر أبناءه هو موسى بن بغا الكبير.

نشأته وحياته[عدل | عدل المصدر]

كان في بداية حياته مملوكًا للحسن بن سهل الوزير ويُتهم بغا البعض بالحمق والجهل في رأيه إلا أنه مع ذلك مشهود له بالشجاعة و الإقدام وفيه دين وحسن إسلام وَقيل إِنَّه كَانَ يُبَاشر الحروب وَلم يكن يلبس سِلَاحا وَمَا جرح قطّ [1]

مناصبه[عدل | عدل المصدر]

معاركه[عدل | عدل المصدر]

1-مشاركته مع الأفشين لقتال بابك الخرمي[عدل | عدل المصدر]

في سنة 220هـ أرسل المعتصم الأفشين واسمه حيضر (وقيل حيدر) بن كاوس على جيش عظيم لقتال بابك الخرمي الذي استفحل أمره وقويت شوكته وانتشر أتباعه في أذربيجان ، وكان أول ظهوره في سنة 201هـ، وكان زنديقا ناقض الإسلام في العديد من المسائل متبنيًا ديانات مزدكية وزردشتية فارسية قديمة، فسار الأفشين وقد أحكم صناعة الحرب في الأرصاد وعمارة الحصون وإرصاد المدد، وأرسل إليه المعتصم مع بغا الكبير أموالا جزيلة[3].

2- حملته على نجد[عدل | عدل المصدر]

وهي حملة عسكرية قام بها بغا الكبير بين عامي 227هـ حتى 232هـ بأمر من الخليفة العباسي الواثق بالله للقضاء على تمرد القبائل في نجد وشرقي المدينة وتعد هذه الحملة أبرز أعمال بغا الكبير وظل في حملاته التأديبية خمس سنين نجح فيها باستئصال شأفة هذه القبائل المتمردة.[1]

3- قتاله لإسحاق بن إسماعيل[عدل | عدل المصدر]

إِسْحَاق بن إِسْمَاعِيل مولى بني أُميَّة خرج بتفليس فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ حِين وثب أهل أرمينية بعاملهم يُوسُف بن مُحَمَّد بن يُوسُف وَكَانَ من جِهَة المتَوَكل فندب المتَوَكل لِحَرْب إِسْحَاق هَذَا بغا الْكَبِير فظفر بِهِ وَقَتله وَبعث بِرَأْسِهِ إِلَى  المتَوَكل فَدخل إِلَيْهِ الرَّسُول وَبَين يَدَيْهِ عَليّ بن الجهم فَقَامَ يخْطر بَين يَدي الرَّسُول ويرتجز
أَهلا وسهلاً بك من رَسُول ... جِئْت بِمَا يشفي من الغليل
بِرَأْس إِسْحَاق بن إِسْمَاعِيل
فَقَالَ المتَوَكل قومُوا التقطوا هَذَا الْجَوْهَر لِئَلَّا يضيع

4-غزو الصائفة[عدل | عدل المصدر]

وهي الغزوات التي تكون في الصيف أرسله المتوكل على الله عام 243هـ من دمشق لغزو الصائفة ومعه القواد ففتح صملة وصملة هذه ذكرها ياقوت الحموي بلفظ " صمالو " وذكر أنها ثغر قرب المصيصة وطرسوس[2].

بعض قصصه وأعماله[عدل | عدل المصدر]

سيف عبد الله بن جحش الملقب بالعرجون[عدل | عدل المصدر]

  • ذكر الزبير في الموفقيات وكذلك السهيلي في الروض الأنف أن عبد الله بن جحش انقطع سيفه يوم أحد فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عرجوناً، فصار في يده سيفاً وكان يسمى العرجون. وقال: وقد بقي هذا السيف حتى بيع من بغا الكبير بمائتي دينار[4][5].

ترميم بئر أبو موسى الأشعري[عدل | عدل المصدر]

  • رمم بئرُا لأبي موسى الأشعري في شعب أبي دب وهو الشعب الذي كان فيه الجزارون، وأبو دب هو رجل من بني سواة بن عامر، وعلى فم الشعب سقيفة لأبي موسى الأشعري، وعلى باب الشعب بئر لأبي موسى، وكانت تلك البئر قد دثرت واندفنت حتى أعاد حفرها بغا الكبير وبناها بنيانا محكما،وأخرج الماء منها بعد ما زاد عمق الحفر فيها، وبنى بحذائها سقاية وجنابذ يسقى فيها الماء، واتخذ عندها مسجدًا.[6][7]

احضاره للإمام أحمد بن حنبل من السجن لمقابلة المعتصم[عدل | عدل المصدر]

قصته مع السبع والمعتصم[عدل | عدل المصدر]

أخبرنا أبو بكر علي بن إبراهيم السلماني الواعظ إذنا قال أخبرنا أبو العز أحمد بن عبد الله العكبري قال أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين (1) الجازري حدثنا أبو الفرج المعافى بن زكريا الجريري (2) حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن عبد الأعلى الكاتب حدثنا جدي علي بن الحسين بن عبد الأعلى الكاتب قال كان عبد الله بن طاهر قد أهدى للمعتصم شهريين (3) ملمغين ذكر أن خراسان لم يخرج مثلهما فسأل بغا أن يحمله على أحدهما فأبى وقال تخير غيرهما ما شئت فخذه قال خرجا ولم يأخذ شيئا فلما صرنا بطبرستان (4) عرض له قوم من أهلها فقالوا أعز الله الأمير إن في بعض هذه الغياض سبعا قد استكلب على الناس وأفناهم فقال إذا أردت الرحيل غدا فكونوا معي حتى تقفون على موضعه قال فلما رحلنا من غد حضر جماعة منهم فانفرد معهم في عشرين فارسا من غلمانه ومعه قوسه ونشابتان في منطقته قال وصاروا به إلى الغيضة فثار السبع في وجهه من بينهم قال فحرك فرسه من بين يديه وأخذ نشابة من النشابتين فرماه في لبته فمر السهم فيها إلى الريش وركت السبع رأسه قال وعاد بغا إليه فما اجترأ (5) أحد على النزول إليه حتى (6) نزل بغا فوجده ميتا قال فشبرناه فكان من رأسه إلى رأس ذنبه ستة عشر شبرا ووجدنا أحص الشعر إلا معرفته قال فكتبنا بخبره إلى المعتصم فلحقنا جواب كتابنا بحلوان يذكر أنه قد تفاءل بقتل السبع ورجا أن يكون من علامات الظفر ببابك وأنه قد وجه إلى بغا بالشهريين اللذين كان طلب أحدهما فمنعه وبسبع خلف من خاصة خلعه وثيابه وخمسمائة ألف درهم صلة له وجزاء على قتله السبع قال وإنما أراد المعتصم بذلك إغراءه على طاعته ومجاهدة عدوه قال القاضي أبو الفرج قوله في السبع ووجدناه أحص أي لا شعر عليه كما قال الشاعر * قد حصت البيضة رأسي فما * أظفر يوما غير تهجاع (7)
_________
(1) بالاصل " الحسن " والصواب عن الانساب " الحازري "
(2) لم أعثر على الخبر في القسم المطبوع من الجليس الصالح الكافي
(3؟ الشهرية ضرب من لابراذين وهو بين البرذون والمقرب من الخيل والمقرف الذي داني الهجنة من الفرس الذي أمه عربية وأبوه ليس كذلك
(4) طبرستان: بلدان واسعة كثيرة يشملها هذا الاسم والغالب على هذه النواحي الجبال انظر معجم البلدان
(5) رسمها غير واضح بالاصل " اجترأ " عن مختصر ابن منظور 5 / 231
(6) قوله: " حتى نزل بغا " عن لمختصر والعبارة في الاصل غير واضحة ورسمها: ز لفي تراقفنا " كذا
(7) البيت في اللسان (حصص) منسوبا لابي قيس بن الاسلت برواية: أذوق نوما غير تهجاع
—{{{4}}}, {{{5}}}

وفاته[عدل | عدل المصدر]

مرض بغا الكبير في جمادى الآخرة عام 248هـ فعاده المستعين في النصف منها ومات بغا من يومه عن سن عالية فعقد لموسى ابنه على أعماله وعلى أعمال أبيه كلها وولي ديوان البريد. وخلف بغا أموالا عظيمة[2].

أبناؤه[عدل | عدل المصدر]

المراجع[عدل | عدل المصدر]

  1. ^ تعدى إلى الأعلى ل:أ ب الوافي بالوفيات
  2. ^ تعدى إلى الأعلى ل:أ ب ت ث الكتاب: تاريخ دمشق المؤلف: أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر
  3. ^ البداية والنهاية:أحداث سنة 220هـ
  4. ^ الأخبار الموفقيات للزبير بن بكار 
  5. ^ الروض الأنف للزبيري
  6. ^ أخبار مكة للأزرقي
  7. ^ أخبار مكة للفاكهي